نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق يتهم أردوغان بـ”تزييف البيانات الاقتصادية”
اتهم علي باباجان، نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق ورئيس حزب “الديمقراطية والتقدم” المعارض، رئيس النظام رجب طيب أردوغان بـ”تزييف حقيقة البيانات الاقتصادية”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها باباجان، خلال اجتماع لحزبه بالعاصمة أنقرة، السبت، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “سوزجو” التركية المعارضة.
وقال باباجان في تصريحاته “أردوغان يزيّف حقيقة البيانات الاقتصادية لتجميل الصورة أمام الأتراك”، مضيفًا: “إذ ذكر أن معدل النمو في تركيا زاد بنسبة 7% خلال 5 سنوات، في حين أن المعدل الحقيقي 2.5%”.
كما ذكر أن “أردوغان، وصهره، وزير الخزانة والمالية السابق، براءت ألبيرق، خسفا الأرض باحتياطي البنك المركزي، الذي أصبح بالسالب لا الموجب”.
كما طالب باباجان، أردوغان، بتقليل سعر الفائدة بدلًا من إبقائه عند 19%، مؤكدًا أن البلاد لا يمكن أن تُدار بهذا الكم من الإهمال، فأردوغان مدين للأمة بشرح ما يحدث.
أوضاع اقتصادية صعبة
وتعيش تركيا أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية بالتزامن مع ضعف حاد في العملة المحلية، وارتفاع كلفة الإنتاج والاستيراد، في وقت تعاني فيه البلاد من التضخم وارتفاع نسب الفقر.
ويضاف إلى ذلك مزيدا من الأزمات التي يواجهها الاقتصاد المحلي والسكان، وسط ضعف في الثقة الاقتصادية وتراجع مؤشر ثقة المستهلك في البلاد، وتآكل ودائع المواطنين بسبب هبوط القيمة السوقية والشرائية للعملة المحلية.
المرتبة 153
وعن تردي أوضاع حقوق الإنسان في تركيا، أكد باباجان، أن “هناك انتهاك لحرية الرأي والتعبير، إذ أن الحكومة التركية ألغت مسيرة عمال الصحة الذين يعانون من تدهور الظروف الصحية والمالية، رغم أن الدستور يكفل للجميع حق التظاهر والتجمع”.
في سياق متصل، أردف باباجان موضحًا أن “الحبس الاحتياطي بات أمرًا أساسيًا في البلاد، وانتظار المحاكمة هو الغريب”، مضيفًا: “تركيا في المرتبة 153 من بين 180 دولة في حرية الصحافة، بحسب تقارير المنظمات الدولية”.
وتخضع 90% من وسائل الإعلام التركية لملكية رجال أعمال مقربين من الحكومة، أي أنها تحت سيطرة الرئيس رجب طيب أردوغان، وفق تقرير سابق لمؤسسة “مراسلون بلا حدود”.
ويشير التقرير إلى أنه “منذ تولي الرئيس أردوغان الرئاسة في 2016، وجهت تهم إهانة الرئيس إلى 63 صحفيًا في تركيا.
ولوحظ أن الصحفيين كثيرا ما يحاكمون بموجب قانون “مكافحة الإرهاب”، ويلاحق الصحفيون العاملون في مجال الاقتصاد بسبب القوانين المتعلقة بالبنوك وأسواق المال.
وبحسب تقرير “حرية الصحافة لعام 2020″، الذي أعده حزب الشعب الجمهوري المعارض، فإن حال الإعلام اتجه إلى الأسوأ في العام الماضي.
وأوضح التقرير أنه في المجمل كان عام 2020 صعبا للغاية بالنسبة للصحفيين وحرية الصحافة، مضيفا أن ممارسات النظام القمعية ضد حرية الرأي كانت على أشدها.
يتباهى بإنجازاتي
باباجان في وقت لاحق نشر تغريدة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أعرب فيها عن استنكاره لتباهي أردوغان بإنجازات حققت حينما كان الأول مسؤولًا عن الملف الاقتصادي بالبلاد.
باباجان الذي تولى وزارة المالية والاقتصاد من قبل في عدة حكومات قال مخاطبًا أردوغان: “توقف عن التباهي بإنجازات فترتي بالسلطة”
وتابع “يا سيد أردوغان.. لنتفق على هذا الموضوع.. توقف عن التباهي بالإنجازات التي حققتُها أنا وأصدقائي عندما كنا بالسلطة”.
يذكر أن باباجان تولى على مدار 13 عامًا، وتحديدا بين 2002 و2015 حقيبتي الخارجية والاقتصاد، وكان نائب العاصمة أنقرة بالبرلمان عن العدالة والتنمية الذي يعتبر أحد مؤسسيه، خلال الدورات التشريعية الـ22، والـ23، والـ24، والـ26.
كما أنه كان أصغر عضو في مجلس الوزراء وعمره 35 سنة. وساهم في إصلاح الوضع الاقتصادي في تركيا محققاً الانتعاش الاقتصادي بعد سنتين من مباشرة عمله بعد أعوان من الأزمات الاقتصادية التي عانتها تركيا، وحاول دائماً الابتعاد عن الساحة السياسية والتركيز على الإصلاح الاقتصادي.
وترك باباجان حزب العدالة والتنمية في يوليو/تموز من العام الماضي، ودعا إلى العودة إلى الديمقراطية عندما تقدم بطلب لإطلاق حزبه الجديد “الديمقراطية والتقدم”.