نتنياهو يبحث مع رئيس المجلس السيادي السوداني التطبيع مع إسرائيل
منظمة التحرير الفلسطينية تعتبر اللقاء طعنة في الظهر
بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان “تطبيع” العلاقات، وذلك خلال لقاء في عنتيبي في أوغندا كما اعلن مكتبه.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء إن البرهان وافق على بدء التعاون لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وتابع مكتب رئيس الوزراء أنّ “الجانبين اتفقا على بدء تعاون يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين”.
ويمثل اللقاء في عنتيبي، تغييرا كبيرا في العلاقات بين البلدين اللذين هما نظرياً في حالة حرب.
لكن التطبيع الكامل للعلاقات بينهما يعني أن السودان سيصبح ثالث دولة عربية تعترف بإسرائيل.
ولاحقا، قال المتحدث باسم الحكومة السودانية إنه “لم يتم إخطار” حكومة بلاده مسبقا بهذا اللقاء، من دون أن يعطي مزيدا من الايضاحات.
من جهته قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان “اللقاء طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجاً صارخاً عن مبادرة السلام العربية في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب ونتانياهو تصفية القضية الفلسطينية”.
ووصف نتنياهو في تغريدة على تويتر الاجتماع بأنه “تاريخي”.
ومجلس السيادة السوداني هيئة انتقالية من المسؤولين العسكريين والمدنيين برئاسة الفريق اول البرهان. والمجلس مكلف بالإشراف على انتقال البلاد الى الحكم المدني.
وتَشكَّل المجلس كجزء من اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير العام الماضي.
وجاء في بيان مكتب نتنياهو أن “السودان يسير في اتجاه إيجابي جديد نحو الأفضل (…) الجنرال البرهان يريد مساعدة بلاده من خلال إنهاء عزلتها على خريطة العالم”.
وقد عبر نتنياهو عن رأيه هذا لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بحسب المصدر.
في كانون الاول/ديسمبر، شطبت الولايات المتحدة اسم السودان من القائمة السوداء لانتهاك الحريات الدينية، لكنها ما زالت تصنفه دولة راعية للإرهاب.
ودعت السعودية الشهر الماضي الولايات المتحدة الى شطب هذا التصنيف.
والأحد، اعلن المجلس السيادي السوداني الحاكم أن البرهان سيزور واشنطن “قريبا” تلبية لدعوة وجهها بومبيو.
ولطالما اتهمت السلطات السودانية في عهد البشير، إسرائيل بدعم التمرد في جنوب السودان.
كان السودان تحت حكم البشير، مِن البلدان العربية التي قاطعت إسرائيل على مدى عقود بسبب الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وفي عام 1967، التقى القادة العرب في الخرطوم لإعلان ما أطلق عليه “اللاءات الثلاث” وهي “لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض”.
مذاك، اعترفت كل من مصر والأردن بإسرائيل. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن العلاقات مع الدول العربية تشهد تحسناً بناء على المخاوف المشتركة من تنامي دور إيران في المنطقة.
قام نتانياهو بزيارة سلطنة عمان في عام 2018 وكثيراً ما يقول إن مقاطعة بلاده على وشك أن تزول، رغم عدم إبرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
التقى نتنياهو في عنتيبي الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني ودعا إلى تبادل البعثات الدبلوماسية، خلال زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع موسيفيني “هناك أمران نريد بشدة إنجازهما… أولا، رحلات مباشرة من إسرائيل إلى أوغندا… ثانيا، افتحوا سفارة في القدس، وأنا سأفتح سفارة في كمبالا”.
تعتبر إسرائيل القدس الموحدة عاصمة لها بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة، بينما ينشد الفلسطينيون إعلان الشطر الشرقي من المدينة المقدسة عاصمة لدولتهم.
تقليدياً، كانت معظم البعثات الدبلوماسية في إسرائيل في تل أبيب إذ حافظت الدول على موقف محايد بشأن وضع القدس. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حليف نتانياهو، نقل سفارة بلاده إلى القدس في أيار/مايو 2018.
ويمارس مذاك ضغوطا على دول أخرى كي تحذو حذوه، وكشف الأسبوع الماضي خطة سلام تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
تعود آخر زيارة أجراها نتنياهو لأوغندا إلى تموز/يوليو 2016 للاحتفال بالذكرى الأربعين لإنقاذ رهائن طائرة مختطفة في مطار عنتيبي، خلال عملية قتل فيها شقيقه.
وفي السنوات الأخيرة، عملت إسرائيل على تحسين العلاقات مع عدد من الدول الإفريقية، بعد فترة صعبة وقف خلالها العديد من القادة الأفارقة بعد الاستقلال مع العرب وتوجسوا من دعم إسرائيل الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
وتقيم إسرائيل حالياً علاقات دبلوماسية مع 39 من 47 دولة جنوب الصحراء الأفريقية.