نتنياهو يتحدث بوضوح عن السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر ومواصلة الحرب في غزة
قال رئيس حكومة اليمين الفاشي في إسرائيل، بنيامين نتنياهو، السبت، إنه يتعين على قواته أن تسيطر بشكل كامل على محور فيلادلفيا الحدودي “محور صلاح الدين” بين مصر وقطاع غزة لضمان “نزع السلاح” في المنطقة، في حين واصل جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية في مناطق بوسط وجنوب القطاع.
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي: “محور فيلادلفيا، أو بعبارة أدّق نقطة التوقف الجنوبية (في غزة)، يجب أن يكون تحت سيطرتنا. يجب إغلاقه. من الواضح أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع السلاح الذي نسعى إليه”.
ولم يخض نتنياهو في التفاصيل. لكن إذا تم إنجاز ذلك، فإن مثل هذه الخطوة ستمثل بحكم الأمر الواقع تراجعاً عن انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، مما يضع “المحور” تحت السيطرة الإسرائيلية الحصرية بعد إدارته على مدى سنوات من حركة حماس.
وجاءت تصريحات نتنياهو بشأن هذه المنطقة العازلة في الوقت الذي تمضي فيه القوات العسكرية الإسرائيلية قدماً في هجوم أكد نتنياهو مجدداً أنه سيستمر “لأشهر عديدة أخرى”.
وذكر نتنياهو في مؤتمر صحافي، أن الحرب على غزة ستستمر حتى تحقق إسرائيل أهدافها المتمثلة في “القضاء على حركة حماس وإنقاذ المحتجزين بالقطاع”، لافتاً إلى أن “هذه الأهداف تتطلب المزيد من الوقت.. وستستمر الحرب لعدة أشهر أخرى”.
و”محور فيلادلفيا”، الذي يُعرف أيضاً باسم محور صلاح الدين، هو شريط حدودي بطول 14 كيلومتراً بين غزة ومصر، ويعتبر منطقة عازلة بموجب اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل.
ولم يصدر أي تعليق من القاهرة بشأن هذه التصريحات حتى الآن.
وفي 23 ديسمبر، نفى مصدر مصري مطلع، التقارير الإسرائيلية بشأن بدء الدبابات الإسرائيلية عملية برية من معبر “كرم أبو سالم” باتجاه “محور فيلادلفيا”، على الحدود المصرية مع قطاع غزة.
وكان موقع “والا” الإسرائيلي، أفاد حينها عن نشاط لمجنزرات وآليات للجيش الإسرائيلي، بالقرب من معبر كرم أبو سالم باتجاه معبر رفح على الخط المسمى محور فيلادلفيا.
إدارة مدنية في غزة
وعند حديث نتنياهو عن مستقبل غزة، قال إنه “يجب القضاء على حماس قبل الحديث عن ما بعد الحرب”، مؤكداً عزم بلاده “نزع السلاح في القطاع”، لكنه تحدث عن ضرورة “إقامة إدارة مدنية في غزة”.
وتوعد نتنياهو خلال المؤتمر الصحافي إيران وجماعة “حزب الله” اللبنانية، قائلاً: “إذا وسع حزب الله الحرب، فسيتلقى ضربات لن يتخيلها.. وستعاني إيران”، مشيراً إلى أن الحكومة وافقت على خطط لمواصلة ضرب حزب الله في لبنان.
وأكد التزامه باستعادة الأمن على طول الحدود الشمالية مع لبنان، حتى يتمكن الإسرائيليون الذين تم إجلاؤهم من هناك من العودة إلى ديارهم.
وفي ما يخص الشأن الداخلي الإسرائيلي، اعتبر نتنياهو أن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت بالكشف عن ضربات منسوبة لإسرائيل في إيران “انعدام للمسؤولية”.
إسرائيل تواصل حرب الإبادة
وقد واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية في مناطق بوسط وجنوب القطاع، مما خلف عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين تحت الأنقاض، واستهدف قصف إسرائيلي بالطائرات والمدفعية مخيمي النصيرات والمغازي ومنطقة الزوايدة وسط غزة ورفح جنوب القطاع، ما أودى بحياة 25 ضحية وإصابة العشرات.
ونقلت مصادر طبية القول إن ثلاثة ضحايا فلسطينيين على الأقل استشهدوا وأصيب آخرون في قصف على منزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بينما استشهد ستة أشخاص وأصيب آخرون في قصف على مخيم المغازي وسط القطاع.
وأشارت الوكالة إلى أن عشرة ضحايا على الأقل سقطوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي لمنزل بمنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، إضافة إلى سقوط ضحايا ومصابين في قصف إسرائيلي على رفح.