هونغ كونغ: استمرار الصدامات بين متظاهرين وشرطة مكافحة الشغب
وقعت صدامات في هونغ كونغ لليوم الثاني على التوالي الأحد بين متظاهرين وشرطة مكافحة الشغب التي أطلقت الغاز المسيل للدموع في منطقة مكتظة للتسوق.
وكثّف الناشطون المدافعون عن الديموقراطية تحركهم المستمر منذ أربعة أشهر في المدينة التي تعد مركزاً ماليًا دوليًا قبيل الاحتفالات المقررة اعتباراً من الثلاثاء لإحياء الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل على المتظاهرين في “كوزواي باي” بعدما حاصرت الحشود الغاضبة التي تلاسنت مع أفراد الأمن الذين نفّذوا عمليات تفتيش أعقبتها اعتقالات.
وتأتي جولة العنف الأخيرة بعد يوم من استخدام عناصر الأمن الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل وخراطيم المياه لتفريق ناشطين متشددين ألقوا الحجارة وقنابل المولوتوف على مكاتب حكومية السبت.
وتستعد الصين لاحتفالات ضخمة تتضمن عرضًا عسكريًا في بكين للاحتفاء بتحوّل البلاد إلى قوة عالمية كبرى.
لكن الاضطرابات المتواصلة في هونغ كونغ تهدد بسرقة الأضواء من هذه الاحتفالات في وقت يتصاعد الغضب الشعبي في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي على خلفية تراجع الحريّات الممنوحة لها في ظل هيمنة بكين.
وعلى مدى الأسابيع الـ17 الماضية، شهدت هونغ كونغ أسوأ اضطرابات سياسية تعصف بها منذ تسليمها إلى الصين عام 1997 وسط مسيرات ضخمة مدافعة عن الديموقراطية وصدامات ازدادت حدتها.
واندلعت احتجاجات الصيف رفضًا لقانون ألغي لاحقًا كان سيسمح بتسليم المطلوبين للسلطات في البر الصيني. لكنها تحوّلت لاحقًا إلى حراك أوسع يدعو إلى انتخابات حرّة ولتخفيف بكين تدخلها في المدينة.
وتعهّد الناشطون بتنظيم سلسلة مسيرات على مدى الأيام التي تسبق احتفالات الصين الثلاثاء.
وتجمّع عشرات الآلاف للمشاركة في مسيرتين سلميتين ليل الجمعة والسبت.
ووقعت صدامات ليل السبت على هامش تجمّع كبير لكنها اعتبرت بمثابة مؤشر على ما يمكن توقعه خلال الأيام المقبلة.
وحضّت منتديات عبر الإنترنت استخدمتها الحركة الاحتجاجية المتظاهرين للتجمّع بعد ظهر الأحد في “كوزواي باي” للمشاركة في مسيرة “مناهضة للشمولية” في إطار سلسلة احتجاجات ينظمها معارضو الصين حول العالم في عطلة نهاية الأسبوع.
وهرعت الشرطة إلى الموقع قبيل التجمّع حيث أوقفوا عددا من الناس وقاموا بتفتيشهم. وهتف المتظاهرون “شرطة فاسدة”. وبعد إلقاء زجاجة على العناصر، سارعت الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وتفرّقت الحشود جرّاء الدخان لكن الناشطين سرعان ما أعادوا تشكيل صفوفهم ليسيروا في الطريق الرئيسي عبر المدينة.