واشنطن تواصل انحيازها لإسرائيل داخل الأمم المتحدة
تواصل واشنطن انحيازها للاحتلال الإسرائيلي داخل منظمة الأمم المتحدة، فبعد أن عرقلت صدور قرار عن مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تحاول التأثير على قرار اتخذه مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية يطالب بفتح تحقيق دولي في جرائم حرب ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقد عبرت الولايات المتحدة، أمس الخميس، عن “أسفها الشديد” لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فتح تحقيق دولي في جرائم حرب ربما ارتكبت خلال الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال بيان صادر عن البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في جنيف “تحرك اليوم يهدد بعرقلة التقدم الذي تحقق”. وفقا لـ “رويترز”.
القرار الأممي
وتبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا يدعو إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات في قطاع غزة وإسرائيل.
وجاء ذلك عقب التصويت الذي جرى بعد الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان بشأن الوضع في فلسطين.
وتم التصويت بناء على طلب ألمانيا. وقد أيد القرار 24 من أصل 47 دولة عضو في مجلس حقوق الإنسان، بما في ذلك روسيا. وقد صوتت تسع دول ضد القرار، بما في ذلك النمسا وألمانيا وبلغاريا وبريطانيا. امتنعت 14 دولة، بما في ذلك فرنسا، عن التصويت.
وحظي مشروع القرار الذي قدمته باكستان بتأييد 68 دولة.
وكان العدوان الإسرائيلي لغزة والمواجهات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية خلف 243 شهيداً من الجانب الفلسطيني، و13 قتيلا من الجانب الإسرائيلي.
بلينكن يحذر إسرائيل
وفي سياق آخر، زعم موقع “أكسيوس” بأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حذر القادة الإسرائيليين خلال زيارته إلى القدس هذا الأسبوع من أن عمليات إجلاء العائلات الفلسطينية من القدس الشرقية أو مزيد من الاضطرابات في المسجد الأقصى قد يثير “التوتر والصراع والحرب”.
وقال بلينكن في مقابلة مع “أكسيوس” أثناء عودته من الشرق الأوسط، إن أهم ما في رحلته هو أنه “سمع بشكل مباشر من إسرائيل، وبشكل غير مباشر من حركة حماس عبر مصر، أن الطرفين يريدان الحفاظ على وقف النار”.
وأضاف: “لكن من المهم أيضاً أن نتجنب الأعمال المختلفة التي يمكن أن تؤدي عن غير قصد، إلى اندلاع جولة أخرى من العنف”.
وقال: “طرحنا ما لدينا من مخاوف على جميع الأطراف، والإجراءات التي في المقام الأول يمكن أن تثير التوتر والصراع والحرب وتقوض في نهاية المطاف المزيد من الاحتمالات الصعبة للدولتين”.
الصراع لم يختف بطريقة سحرية
وبحسب “أكسيوس”، تحدث بلينكن خلال لقائه بالمسؤولين الإسرائيليين عن “إجلاء الفلسطينيين من منازلهم التي عاشوا فيها لعقود وأجيال، وهدم المساكن أيضاً، إضافة كل ما حدث في الحرم القدسي وحوله”، حيث استمرت المواجهات بين القوات الإسرائيلية والمتظاهرين حتى بعد وقف إطلاق النار.
وخلال لقائه مع القادة الفلسطينيين قال بلينكن: “أثارنا التحريض على العنف والسماح لمرتكبيه بالإفلات من العقاب”، لافتاً إلى أن إحدى النتائج السريعة التي استخلصها من رحلته الأخيرة بالمنطقة وأحداث الأسابيع الماضية هي أن “الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين لم يختف بطريقة سحرية ويحتاج إلى معالجة”.
وأقر بلينكن بأن الإدارة الأميركية لم تركز كثيراً على عملية السلام في أشهرها الأولى “لأن الظروف لم تكن مهيأة لإحراز تقدم، خصوصاً بسبب عملية تشكيل الحكومة الجارية في إسرائيل وتأجيل الانتخابات الفلسطينية”.
وشدد على أن “الأمر الأكثر إلحاحاً هو البناء على وقف النار في غزة وإرساء أسس استقرار أكبر في الضفة الغربية والقدس”، لافتاً إلى أهمية “وقف النار، لكونه فرصة للحصول على مساحة للبدء في بناء شيء أكثر إيجابية قليلاً”.
وعن سعي إدارة بايدن نحو التحرك بشكل أسرع لإعادة إعمار غزة، قال بلينكن، إن “العملية يجب أن تقودها الأمم المتحدة مع السلطة الفلسطينية ومصر، وأن تتم بطريقة تساعد السكان ولكن لا تفيد حماس”.
الأسرى الإسرائيليين
أكدت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تسمح بإعادة إعمار غزة من دون إحراز تقدم بشأن إعادة رفاة جنودها وإطلاق سراح الإسرائيليين الأسرى لدى حركة حماس.
وأعرب بلينكن عن تفهمه “الحاجة لإعادة رفات الجنود والمواطنين الإسرائيليين إلى ديارهم، وإلى الحد الذي يمكننا فيه المساعدة بأي طريقة سنفعلها بالتأكيد. وفي الوقت نفسه، أعتقد أن هناك احتياجات ملحة للغاية لكثير من سكان غزة تحتاج إلى معالجة”.
واعتبر وزير الخارحية الأميركي أن “أفضل وسيلة للمساعدة في منع دوامة العنف هي زيادة الفرص المتاحة للناس في غزة”، وأضاف أن “ما تتغذى عليه حماس هو انعدام الأمل والفرص. لذا فإن أفضل رد هي محاولة توفير ذلك والتأكد من أن السلطة الفلسطينية لها دور تلعبه في تحقيق هذا بالتعاون مع آخرين بمن فيهم إسرائيل”.
القنصلية الأميركية
وخلال زيارته لإسرائيل، أعلن بلينكن أن إدارة بايدن ستمضي قدماً في إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية التي أغلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وبحسب “أكسيوس”، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبلينكن أن لديه تحفظات على هذه الخطوة، لكن بلينكن أكد للموقع الأميركي أن هذه الخطوة ضرورية وفي مصلحة إسرائيل.
وشدد الوزير الأميركي على أن “إعادة فتح القنصلية لن يغير اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولا يعني أي اعتراف بالقدس كعاصمة للفلسطينيين”.
وأضاف بلينكن: “إذا لم نتواصل مع الفلسطينيين، فهذا سيضعف قدرتنا على دفع الأمور التي أعتقد أنها ستكون مفيدة للجميع، بما في ذلك إسرائيل”.