وزير الخارجية السعودي يؤكد رغبة بلاده في مباحثات جوهرية مع إيران
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، رغبة بلاده في مباحثات جوهرية مع إيران، وتتناول الشواغل لدى السعودية وغيرها من الدول في المنطقة، وبما يؤدي إلى الوصول لـ”علاقات طبيعية مع جيراننا في إيران”.
وقال وزير الخارجية إن محادثات المملكة مع إيران ستستمر، لافتاً خلال مقابلة مع قناة “فرانس 24” الفرنسية، السبت، إلى أن الجولات الأربع السابقة من المحادثات كانت “استكشافية” أكثر من كونها موضوعية.
وأوضح أنه حتى الآن لم تتوصل السعودية وإيران إلى نتائج محددة، لكنهما حققتا تقدماً يسمح بمواصلة المشاورات، مشيراً إلى أنه يأمل عقد جولة جديدة من المباحثات قريباً، وعدم تحديد موعد أو مكان حتى الآن لاستئناف التباحث.
وأعرب عن أمله في أن تتوج المباحثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، بالتوصل إلى اتفاق نهائي، “يسمح لنا .. لجيران إيران بالتأكد من أن برنامجها النووي لأغراض سلمية”، مؤكداً أن التهديد الذي يشكله برنامج عسكري نووي لطهران سيكون على المنطقة في المقام الأول.
وأوضح أن التهديد القائم حالياً هو عدم تمكن أجهزة الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مراقبة المنشآت النووية الإيرانية، مؤكداً أن ذلك “مقلق” فيما يتعلق بالشفافية بشأن البرنامج النووي، بينما تتواصل المباحثات للوصول إلى اتفاق.
الأزمة مع لبنان
وبشأن الموقف من لبنان، قال وزير الخارجية السعودي إن خطوة سحب سفير الرياض من بيروت ليس بها مبالغة.
وأضاف أن بلاده لا ترى فائدة من تواجد سفيرها في بيروت حالياً، مشيراً إلى “الفساد السياسي والاقتصادي المستشري في لبنان”، ولفت إلى أن المشكلة ليست تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي واعتبرها عَرَضاً للأزمات التي يواجهها لبنان.
وقال الأمير فيصل بن فرحان: “لا توجد أزمة مع لبنان، لكن هناك أزمة في لبنان”، مشيراً إلى هيمنة جماعة “حزب الله” على البلاد.
وحث وزير الخارجية السعودي القادة السياسين في لبنان على اتخاذ الخطوات اللازمة لـ”تحرير” بلدهم من هيمنة حزب الله، ومن ثَم إيران (من خلال حزب الله)، مشيراً إلى تصريح سابق للأمين العام للحزب حسن نصر الله بأنه يتلقى التمويل بالكامل من إيران، وهو ما يعد مقلقاً للغاية بالنسبة للسعودية، بحسب الأمير فيصل بن فرحان.
واعتبر الوزير السعودي أن وصول لبنان إلى “مستقبل مستقر” بيد القيادة السياسية اللبنانية والشعب اللبناني، مؤكداً أن الرياض مهتمة برؤية لبنان “في مستقبل أفضل”.
وحث القيادة السياسية اللبنانية على إيجاد حل لدور حزب الله بشكل نهائي، قائلاً إن “الفساد السياسي والاقتصادي المستشري والمستمر في لبنان هو السبب في أننا لا نرى فائدة لتواجد سفيرنا ببيروت في الوقت الحالي”.
وبشأن التحقيقات الجارية لكشف المسؤول عن انفجار مرفأ بيروت، قال الوزير السعودي إنه لا يعلم ما إذا كان حزب الله لديه ما يخشاه من نتائج التحقيق.
وأضاف أن “عرقلة التحقيق الانفجار كلما تطرق لحلفاء الحزب يعطينا مؤشراً”، مجدداً الدعوة إلى “إجراء تحقيق مستقل وشفاف في هذه المأساة المفزعة”.
ولدى سؤاله عن إمكانية عودة السفير السعودي إلي بيروت في المستقبل القريب، أكد الأمير فيصل بن فرحان، أن الرياض تأمل في “حدوث تغيير في الأوضاع يسمح بعودة انخراط السعودية إيجابياً في لبنان”.
الصراع في اليمن
وأكد وزير الخارجية السعودي التزام بلاده بهدف إنهاء الصراع في اليمن، مشيراً إلى دعوات أطلقتها سابقاً إلى وقف لإطلاق النار، مضيفاً أن “الحوثيين المدعومين من حزب الله يرفضون التجاوب مع تلك الدعوات”، مؤكداً أن الدعوة لوقف إطلاق النار مازال مطروحاً على الطاولة، لكن الحوثيين مازالوا يهاجمون مدينة مأرب، ويطلقون الصواريخ الباليستية على المملكة.
ونفى الوزير السعودي ما تردد عن قيام الرياض بسحب قواتها من اليمن، قائلاً إن التحالف العربي يواصل العمل مع الحكومة الشرعية لحماية المدنيين السعوديين من هجمات الحوثي.
السودان
وفي الملف السوداني قال وزير الخارجية السعودي إن العملية الانتقالية في السودان دائماً ترتكز على الشراكة بين المدنيين والمؤسسة العسكري، وأن المملكة ترى أن هذه الشراكة ضرورية لهذه المرحلة، للمضي قدماً.
وعند سؤاله عن ما إذا كانت الشراكة بين المدنيين والعسكريين في السودان قد انتهت، قال: ” نحن لا نعلم إن كانت هذه الشراكة انتهت، فرئيس المجلس الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان صرح بشكل علني أنه لا زال يؤمن بالوثيقة الدستورية ولا زال يريد حكومة مدنية، لا اعتقد أننا وصلنا إلى طريق مسدود، اعتقد أننا سنجد سبيلاً للحل في السودان”.
ورداً على سؤال “فرانس 24″، إذا ما كان يجب على البرهان التنحي وافساح المجال لعبد الله حمدوك، قال الأمير فيصل بن فرحان إن “لا يوجد نقاش حتى بين الأطراف السودانية بشأن تنحي البرهان”.
وأضاف: “هذه القضية ليست على الإطلاق موضع نقاش.. أعتقد أننا سنشهد تشكيل حكومة مدنية وبهذا يمكن المضي قدماً.. وهذا شيء يجب أن تناقشه الأوساط السودانية مع بعضها، ونحن سنساعدهم بالتعاون مع شركائنا الدوليين”.