وزير الخارجية الصيني يشنّ هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة
الصين لم تعُد كما كانت قبل قرن
بعد تحذير الرئيس الصيني شي جين بينغ الخميس الماضي، لواشنطن، شنّ وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة، معتبراً أنها تنتهج سياسات خاطئة في ملفات أساسية، ومنبّهاً إلى “عواقب الخطأ” في تقدير إرادة بلاده، التي شدد على أنها “لم تعُد كما كانت قبل قرن”.
جاء خطاب وانغ يي أمام منتدى السلام العالمي، والذي نظمته جامعة تسينغهوا ومعهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية، وهي مجموعة سياسية تديرها الحكومة، بعدما حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ الخميس الماضي، في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، من أن “التنمّر وسوء معاملة” بلاده لم يعودا ممكنين. وأضاف أن أي شخص يحاول فعل ذلك “سيكسر رأسه بالتأكيد على سور الصين العظيم الفولاذي، الذي شُيّد بدماء 1.4 مليار صيني ولحمهم”.
العلاقات بين بكين وواشنطن
وبقيت العلاقات بين بكين وواشنطن متوترة، بعدما خلف جو بايدن دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، رغم توقعات بتحسّنها، بمجرد مغادرة الرئيس الجمهوري البيت الأبيض. وكان بايدن بطيئاً في إزالة رسوم جمركية فرضها ترمب على سلع صينية، فيما تقيّم الإدارة سياسات جديدة، حسبما أفادت وكالة “بلومبرغ”.
وشهدت أول محادثات مباشرة بين بكين وواشنطن، في مارس الماضي، سجالاً عنيفاً بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ويانغ جيشي، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، وأبرز دبلوماسيّي بلاده.
قة متزايدة للصين وسياساتها الحازمة
وتطرّق وانغ يي في خطابه إلى قضايا عدة من بينها فيروس كورونا المستجد، ومكافحة الإرهاب، وكوريا الشمالية والملف النووي الإيراني، وتايوان، مبدياً ثقة متزايدة للصين وسياساتها الحازمة في الشؤون العالمية، ومنتقداً الولايات المتحدة وحلفاءها، وفق “بلومبرغ”.
وقال وزير الخارجية الصيني في بكين، مساء السبت: “لم تعد الصين اليوم، الدولة ذاتها كما قبل 100 سنة. يجب ألا يقلّل أيّ فرد، أو قوة، من تصميم الشعب الصيني وقدرته على دعم سيادة البلاد، وأمنها، ومصالحها التنموية”.
وانتقد وانغ الولايات المتحدة في ملفات كثيرة، معتبراً أنها أوجدت القضية الأفغانية في المقام الأول. وأضاف: “يجب ألا تنقل العبء إلى آخرين، وتنسحب من البلاد تاركة الفوضى وراءها دون اهتمام”.
وتابع أنه على الولايات المتحدة أيضاً، أن تعيد النظر في تهديداتها العسكرية المستمرة وضغوطها على كوريا الشمالية طيلة عقود، و”الاعتراف بمخاوف مشروعة لبيونغيانغ ومعالجتها”.
الأزمة النووية الإيرانية
وشدد وانغ على أهمية أن تتخذ واشنطن قراراً سريعاً بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، معتبراً أن “انسحابها الأحادي من الاتفاق وضغوطها القصوى على إيران، يشكّل الأسباب الجذرية للأزمة النووية الإيرانية الحالية”، وأضاف “كما يقول المثل، على من ربط القوس أن يفكّه”.
وأشار وانغ إلى إحياء الولايات المتحدة مجموعة “الرباعية” (كواد) في المحيطَين، الهندي والهادئ، والتي تضمّ أيضاً أستراليا واليابان والهند، داعياً العالم إلى رفض تشكيل “تكتلات”. وقال: “إنه إحياء لعقلية الحرب الباردة، وتراجع في التاريخ، يجب أن يُجرف في سلّة المهملات. الحلم القديم بالهيمنة خلال الحرب الباردة لن يؤمّن مستقبلاً واعداً، كما لن يتيح إعادة بناء عالم أفضل”.