أيرلندي ليبي يشرف على تجنيد وعمليات وتحركات المرتزقة في ليبيا
بينما تتسارع الأنباء بشأن وصول المزيد من المسلحين القادمين من سوريا إلى ليبيا، برز اسم أحد أبرز قادة الميليشيات في طرابلس، وهو مهدي الحاراتي صاحب الدور المحوري في تجنيد المسلحين بالعاصمة الليبية.
والجمعة أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وصول دفعة جديدة من المرتزقة من سوريا إلى ليبيا عن طريق تركيا بهدف دعم ميليشيات طرابلس، ليصل إجمالي عددهم في العاصمة الليبية إلى نحو ألفي مسلح.
ووفقا للمرصد، فإن الحاراتي هو من يستقبل المرتزقة في طرابلس، ويشرف على عملياتهم وتحركاتهم، فمن هو هذا القيادي؟
الحاراتي زعيم إحدى الميليشيات الليبية في طرابلس، وهو أيرلندي ليبي سبق له القتال في سوريا إلى جانب تنظيمات ارهابية.
وبرز اسم الحاراتي (46 عاما) قبل سنوات، منذ بدء الاحتجاجات التي أطاحت نظام معمر القذافي في ليبيا، وظهر في عمليات اقتحام لمنزل الزعيم الراحل في باب العزيزية بطرابلس، قبل أن يتم تعيينه في مجلسها العسكري لكنه سرعان ما استقال.
وفي عام 2012، سافر الحاراتي إلى سوريا في مهمة تقصي حقائق، لكنه بدأ سريعا الانخراط في العمليات القتالية ضد القوات الحكومية وشكل ما عرف باسم “لواء الأمة”، لكن أعماله هناك لم تطل وسلم اللواء إلى فصائل مسلحة أخرى.
عاد الحاراتي إلى ليبيا وعين عمدة لطرابلس، لكن لاحقته تهم الإرهاب بسبب اشتراكه في قيادة ميليشيات متطرفة في بلده وفي سوريا، وهو مصنف بقوائم الإرهاب في عدد من الدول العربية.
ويلعب الحاراتي حاليا دورا تنسيقيا مهما مع مسلحين تابعين لفصائل معارضة سورية لدى وصولهم إلى ليبيا برعاية تركية، في تدفق للمرتزقة اعترف به المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة، الذي أشار أيضا إلى إمكانية تواجد خبراء عسكريين أتراك في طرابلس.
لكن سلامة أكد الجمعة، أن الأمم المتحدة لا تملك مؤشرات واضحة حتى الآن على نشر قوات عسكرية تركية هناك.
والحشد العسكري التركي سواء بالقوات أو المرتزقة أو السلاح، تؤكده التصريحات التركية اليومية، لكنه يأتي تزامنا مع حشد دولي آخر لإنجاح المسار السياسي خلال اجتماعات برلين التي تعقد الأحد.
وتشعل أنقرة لهيب النزاع الليبي بإرسال المرتزقة لدعم ميليشيات طرابلس، بعد إغرائهم بالجنسية التركية وألفي دولار شهريا، علما أن أعمارهم تتراوح بين 17 إلى 30 عاما، في “تجارة حرب” نقلتها تركيا في وقت سابق إلى سوريا والآن تعيد تصديرها إلى ليبيا.
وتظهر في طرابلس الأسلحة التركية، ومنها مضادات الطائرات في أيدي مسلحي الميليشيات، وسبقتها الطائرات المسيرة التي يستهدفها الجيش الوطني بين الحين والآخر.