الرئيس التركي السابق: الإسلام السياسي انهار في جميع أنحاء العالم
الحزب الحاكم في تركيا ابتعد عن نهجه الديمقراطي
قال الرئيس التركي السابق عبدالله غول، إن الإسلام السياسي انهار في جميع أنحاء العالم، وذلك في تصريحات نادرة بعد فترة غياب طويلة عن الأضواء.
تصريحات عبدالله غول جاءت مؤخرا خلال حوار لصحيفة “قرار”، علق خلاله على عدة قضايا ببلاده، مثل الوضع السياسي الحالي في تركيا، والحزب الجديد برئاسة علي باباجان، وأحداث منتزه غيزي في العام 2013، وأشار معربا عن تأييده لتلك الأحداث.
وعلى خلفية حياد حزب “العدالة والتنمية” في تركيا عن مبادئه الأساسية التي اختاره الناخبون من أجلها، أوضح عبدالله غول أن الحركات السياسية ذات الهوية الإسلامية يمكنها الوصول إلى سدة الحكم عندما تصبح ديمقراطية وليبرالية، وعندما تحترم حقوق الإنسان.
وأكد أن حزب “العدالة والتنمية” كان مثالا خلال ولاية حكمه الأولى في العام 2002، حيث كان الحزب يحكم على أساس المعايير العقلانية، مضيفا أن الحزب نجح خلال فترة ولايته الأولى، وكان مصدر إلهام للعالم الإسلامي وحتى الحركات الإسلامية، إلا أن الأمور تغيرت لأن الحزب ابتعد عن نهجه الديمقراطي، بحسب تعبيره.
وشدّد الرئيس التركي السابق على ضرورة عودة حزب “العدالة والتنمية” إلى مبادئه الأساسية، وعودة البرلمان التركي إلى نشاطه التشريعي السابق، مشيرا إلى أن تغيير النظام التركي ومنحه صلاحيات واسعة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بموجب إصلاح دستوري على حساب البرلمان والحكومة، أضعف البرلمان بشكل كبير وجعله برلمانا “شكليا”.
ولم يخف عبدالله غول تأييده لوزير الخزانة والمالية التركي السابق علي باباجان، الذي سبق وأن أعلن عن تأسيس حزب جديد، وكثيرا ما أشارت مصادر مطلعة إلى وقوف الرئيس التركي السابق وراء الحزب الجديد. وقد ترك غول وباباجان حزب “العدالة والتنمية” احتجاجا على طريقة إدارة أردوغان للحزب.
وفيما يتعلق بما يحدث في إدلب، أكد عبدالله غول أنه “لا ينبغي خوض حرب شاملة مع سوريا”، على خلفية استمرار أنقرة في دعم الجماعات المسلحة المتمركزة بشمال غرب سوريا.
واعتبر أن مقاربة العالم بأسره تجاه سوريا خاطئة للغاية منذ البداية، كما أعلن غول رفضه لصفقة “إس 400” بين تركيا وروسيا.
وذكّر عبدالله غول في حديثة أنه ظل صامتا في مواجهة الأحداث الاجتماعية على غرار مظاهرات منتزه غيزي، والتي تعاملت خلالها الشرطة بعنف مع المتظاهرين. وأكد أن ما حدث آنذاك هو “حسّ بيئي” من قبل الشارع، لكن لم تتم إدارة ذلك الحدث الاجتماعي بشكل جيد.