تصاعد الخطاب المعادي للاجئين السوريين في تركيا
يتعرض آلاف اللاجئين السوريين في تركيا لمخاطر تصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين في الآونة الأخيرة، وتزايدت مخاوفهم في ضوء الاعتداءات التي مورست بحقهم، حيث يقترب الشعور المناهض للمهاجرين في البلاد من نقطة الغليان وتؤججه المخاوف الاقتصادية.
وقد ارتفعت معدلات الفقر والبطالة وتزايدت أسعار الأغذية والمساكن في البلاد، فيما ألقى العديد من الأتراك باللائمة من وراء تلك الأزمات على اللاجئين، وبات العديد من الأتراك يفرغون شعورهم بالإحباط على قرابة خمسة ملايين أجنبي في بلدهم، من بينهم 3.7 ملايين سوري فروا من الحرب ببلدهم.
تكسير متاجر ومنازل السوريين
وشهدت عدة مناطق تركية اعتداءات طالت لاجئين سوريين في الفترة الأخيرة، لا سيما العاصمة أنقرة التي شهدت في أغسطس الماضي عمليات عنف وتكسير طالت عدة متاجر ومنازل تابعة لسوريين ردا على واقعة طعن قتل فيه مراهق تركي.
ففيما تستضيف تركيا عددا كبيرا من اللاجئين في العالم، يرى العديد من الخبراء أن هذا الأمر كان له ثمن.
ووصف سليم سازاك، الباحث الزائر المتخصص في الشؤون الأمنية الدولية بجامعة بيلكنت في أنقرة ومستشار المسؤولين من “حزب الخير” المعارض، وصول العديد من اللاجئين بأنه بمثابة استيعاب “دولة أجنبية تختلف عرقيا وثقافيا ولغويا”.
كما قال “اعتقد الجميع أن الأمر سيكون مؤقتا، لكن الشعب التركي أدرك في الآونة الأخيرة أن هؤلاء الناس لن يعودوا. لقد فهم الأتراك مؤخرا فقط أنه يتعين عليهم أن يصبحوا جيرانا ومنافسين اقتصاديين وزملاء مع هذه المجموعة من السكان الأجانب”.
العودة إلى سوريا
وفي شهادات لسوريين يقطنون في البلاد، عبر الكثير منهم لوكالة أسوشييتد برس عن قلقهم من الوضع في تركيا. وروت احدى اللاجئات كيف صعد أحد الغاضبين الشهر الماضي إلى بيتها، فيما اختبأت ابنتها خوفا في الحمام.
كما روت أخرى، كيف طلبت منها احدى جيرانها العودة إلى سوريا، وانضمت إليها من الشرفة سيدة تركية أخرى أيضا، بطريقة أظهرت جليا كم العداء للاجئين.
يأتي هذا العداء المتنامي فيما يواجه السوريون غالبا اتهامات بالفشل في الاندماج في تركيا، الدولة ذات العلاقة المعقدة مع العالم العربي التي تعود إلى زمن الدولة العثمانية.
فيما تحاول السلطات التركية جاهدة إعادة السوريين إلى بلادهم، بحسب ما أكد وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو هذا الشهر، قائلا إن أنقرة تعمل مع وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لإعادة السوريين بأمان إلى وطنهم.