بريطانيا تدعو إلى تشكيل جبهة موحدة ضد “الأنظمة الاستبدادية”
وإلى تقليص التبعية الاستراتيجية للقوى الكبرى
دعت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، التي تتولّى بلادها رئاسة مجموعة السبع “الوحدة بقوة في مواجهة المعتدين الذين يحاولون تقييد مجال الحرية والديمقراطية”، وإلى التفكير في “تقليص التبعية الاستراتيجية”، وتعزيز “البنية الأمنية” للقوى الكبرى التي تقول إنها تنتمي إلى المعسكر الديمقراطي في مواجهة “الأنظمة الاستبدادية“.
ولم تُحدد الوزيرة البريطانية، الخصوم الذين قصدتهم، لكن هذه التصريحات تندرج في إطار الرغبة الأميركية خصوصاً في إشراك “مجموعة السبع” في الاستراتيجية الغربية لمواجهة طموحات الصين على الساحة العالمية.
وأضافت تروس، خلال افتتاح اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، السبت، في ليفربول شمال بريطانيا، إن “الجبهة الموحدة ضد الأنظمة الاستبدادية تمر أيضاً بتعميق الروابط الاقتصادية بين الدول الديمقراطية”.
وشددت على أنه “يجب أن ننتصر في معركة التكنولوجيا.. عبر التأكد من أن معاييرنا التكنولوجية يحددها الذين يؤمنون بالحرية والديمقراطية”، في إشارة أخرى إلى بكين.
وشكلت هذه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، محور المحادثات الثنائية الأولى على هامش الاجتماع. فقد أكدت تروس الحاجة إلى “جبهة موحدة ضد العدوان الروسي”، مع الوزيرة الألمانية الجديدة أنالينا بيربوك.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن بيربوك ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “اتفقا على ضرورة الرد الحازم إذا قامت موسكو بتصعيد”.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن “أبلغ” أيضاً نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأنّ روسيا ستتعرّض “لعقوبات شديدة، وبينها عقوبات اقتصادية”، في حال حدوث تصعيد عسكري ضد أوكرانيا.
وإضافة إلى هذا الموضوع الحساس، يُناقش وزراء خارجية ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة، الأزمات المستمرة، لا سيما في ميانمار التي شهدت انقلاباً عسكرياً في الأول من فبراير الماضي 2021، والحكم الأخير بالسجن على الحاكمة المدنية السابقة أونج سا سو تشي.
النووي الإيراني
ويفترض أن يُطالب وزراء مجموعة السبع، إيران بوقف التصعيد النووي والعودة إلى اتفاق فيينا.
ويعد هذا ثاني اجتماع حضوري لوزراء خارجيّة مجموعة السبع هذا العام، بعد اجتماع خلال مايو في لندن.
ونظراً للوضع الصحي في ظل انتشار المتحور “أوميكرون” في بريطانيا، فُرضت تدابير صارمة في متحف ليفربول الذي يستضيف اللقاء. كما فُرض على مندوبي الوفود تقديم اختبارات PCR قبل الوصول، على أن يخضعوا أيضاً لفحوص يومية.
وستنظم ليز تروس، الأحد، جلسات عامة عن الأمن الصحي العالمي، وكذلك بحث الأوضاع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وسينضم وزراء خارجية عدد من دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى اجتماع مجموعة السبع للمرة الأولى.
وسيتوجه بلينكن بعد اجتماع ليفربول إلى إندونيسيا وماليزيا وتايلاند، وذلك في جولة تهدف إلى التأكيد على أهمية هذه المنطقة في قلب استراتيجية الولايات المتحدة المناهضة للصين.
وتُطلق تروس أيضاً مبادرة بقيادة بريطانيا لدعم تعاون أفضل في مجال الاستثمارات في “الأسواق الأكثر هشاشة” في إفريقيا.