مصرع 21 أمريكي جراء هجوم مسلح على مدرسة ابتدائية في تكساس
أسفرت عملية إطلاق نار داخل مدرسة ابتدائية بولاية تكساس الثلاثاء عن مصرع 19 طفلا وبالغيْن، وفق حصيلة أعلنها متحدث باسم إدارة شرطة تكساس، فيما شن الرئيس الأميركي جو بايدن هجوماً غير مسبوقاً على جماعات الضغط التابعة لشركات الأسلحة.
وتُعتبر عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة آفة مزمنة، وتشهد البلاد في كل مرة يقع فيها حادث من هذا النوع تجددا للنقاش حول تفشّي الأسلحة النارية لكن من دون إحراز أي تقدم على هذا الصعيد. ويرفض الكثير من الأمريكيين التخلي عن حقهم الدستوري في حيازة الأسلحة النارية.
من جهته، قال جريج آبوت حاكم الولاية في مؤتمر صحافي بعد الجريمة، إن المشتبه به، الذي عرفه باسم سلفادور راموس، قُتل أيضاً على ما يبدو على أيدي ضباط الشرطة الذين انتقلوا إلى موقع الحادث، وإن اثنين من هؤلاء الضباط أصيبا بإطلاق نار، غير أن الحاكم أكد أن إصابتهما ليست خطيرة.
وتابع في مؤتمر صحافي بعد الحادثة: “يُعتقد بأنه (المتهم) ترك سيارته ودخل مدرسة روب الابتدائية في يوفالدي مسلحاً بمسدس، وربما كان بحوزته أيضاً بندقية، لكن هذا لم يتم تأكيده بعد”.
لوبي الأسلحة
ودعا الرئيس الأميركي، الولايات المتحدة إلى الوقوف في وجه لوبي الأسلحة النارية، قائلاً في خطاب إلى الأمّة ألقاه من البيت الأبيض: “متى، حبّاً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟”.
وأضاف وقد بدت عليه واضحة أمارات التأثّر “لقد حان الوقت لتحويل هذا الألم إلى عمل، من أجل كل والد، من أجل كل مواطن في هذا البلد. ينبغي علينا أن نوضح لكلّ مسؤول منتخب في هذا البلد أنّ الوقت حان للتحرّك”.
وفي مستهلّ خطابه قال الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 79 عاماً “كان أملي عندما أصبحت رئيساً أن لا أضطر لأن أفعل هذا الأمر”.
وأُخطر بايدن بنبأ هذه الفاجعة بينما كان على متن الطائرة الرئاسية عائداً إلى الولايات المتحدة من اليابان حيث شارك في قمة رباعية. وأضاف “أنا مشمئز وتعب”.
وشدّد بايدن على وجوب تشديد قوانين بيع الأسلحة النارية وحيازتها، ولا سيما الأسلحة الهجومية.
وقال: “لقد أمضى مصنّعو الأسلحة عقدين من الزمن في الترويج بقوة للأسلحة الهجومية التي تعود عليهم بأكبر الأرباح”.
كما هاجم المعارضة الجمهورية التي عرقلت حتى الآن كل محاولاته لتمرير إجراءات في الكونجرس مثل فرض إلزامية التدقيق في السجل الجنائي والتاريخ النفسي لكل من يرغب بشراء سلاح ناري قبل بيعه هذا السلاح.
ويرفض المعسكر المحافظ بشدة كذلك إعادة فرض حظر على بيع بنادق هجومية للمدنيين، وهو إجراء كان سارياً في الولايات المتحدة بين 1994 و2004 وكان يمنع المدنيين من شراء بعض أنواع الأسلحة نصف الآلية.
وبايدن الذي فقد اثنين من أبنائه (طفلة قضت في حادث وكانت لا تزال رضيعة، وابن بالغ خطفه مرض السرطان)، قال في خطابه إنّ “خسارة طفل تشبه اقتلاع جزء من روحك منك”. ودعا مع زوجته جيل الولايات المتّحدة إلى “الصلاة” من أجل العائلات الثكلى. وقال “سيحتاجون إلى الكثير من المساعدة والكثير من الصلوات”.
حوادث إطلاق النار الجماعي
وجاء إطلاق النار في تكساس بعد أقل من أسبوعين من فتح مسلح النار في سوبرماركت في بوفالو بنيويورك، ما أسفر عن سقوط 10 متسوقين وعمال من الأصول الإفريقية، في ما وصفه المسؤولون بأنه جريمة كراهية.
ويسكن أوفالد نحو 16000 شخص. وتقع المدينة على بعد نحو 75 ميلاً من الحدود مع المكسيك. تقع مدرسة روب الابتدائية في حي سكني في الغالب من منازل متواضعة.
وتعد حادثة تكساس ضمن أعلى حوادث إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة لهذه السنة من جهة عدد الضحايا، بعدما سجلت جريمة بوفالو الأسبوع الماضي أعلى عدد ضحايا هذه السنة، وفقاً لـ”Gun violence archive” الذي يتعقب حوادث إطلاق النار الجماعية في الولايات المتحدة.
وفي أبريل الماضي، سقط 6 أشخاص جراء إطلاق نار في مدينة ساكرامنتو، كما سقط 6 أشخاص أيضاً في فبراير الماضي، بإطلاق نار جماعي في تكساس.
ورصد موقع Gun violence archive أن أكثر من 8100 شخص لقوا مصرعهم في الولايات المتحدة بسبب العنف المسلح في النصف الأول من عام 2021، ما يؤشر إلى ارتفاع بنسبة 23% في عدد الوفيات عن العام السابق 2020، مع تسجيل أكثر من 240 عملية إطلاق نار