قتلى وجرحى خلال اشتباكات بين أنصار الصدر والحشد الشعبي في العراق
القوى الأمنية تفرض حظر تجول شامل في البلاد
بعد إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اعتزاله نهائياً العمل السياسي، توجّه أنصاره عصر اليوم الاثنين، إلى المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة بغداد، واقتحموا القصر الرئاسي، ما دفع الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، والسيطرة مجدداً على المقر.
فيما عمد مسلحون من الحشد الشعبي إلى إطلاق الرصاص الحي، والاشتباك مع المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط قتيلين، وعشرات الجرحى، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.
في حين أعلنت القوى الأمنية حظر تجول شامل في البلاد، إلا أن ذلك لم يوقف تدفق أنصار الصدر. وأكد عدد من المحتجين المجتمعين داخل المنطقة الخضراء أن خطوات تصعيدية ستنفذ في الساعات القادمة.
ونقلت وكالة “رويترز” عن الشرطة العراقية ومسعفين، قولهم إن الاشتباكات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد، أودت بحياة 12 شخص، فيما أصيب آخرون.
كذلك، عمدت عناصر مجهولة إلى الاعتداء على مراسلي وسائل الإعلام في الموقع.
أما في مدينة الصدر فأعلن التضامن التام مع الزعيم الصدري والنفير العام، وسط توقعات بأن تشهد مناطق أخرى أيضاً خلال الساعات المقبلة خروج عدد من التظاهرات أيضا، لاسيما في المحافظات الجنوبية، كواسط وميسان وذي قار والبصرة وغيرها، حيث يحظى بتأييد واسع، علماً أن محتجين خرجوا في البصرة، وأغلقوا عدداً من الطرقات بالإطارات المشتعلة.
كما دخل مؤيدو الصدر مبنى محافظة ذي قار، وسيطروا عليه. كذلك سيطروا على مبنى المحكمة في ميسان.
فيما رجح بعض المراقبين أن تشهد البلاد نوعاً من العصيان المدني.
الكاظمي يدعو المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري
ودعا الكاظمي المتظاهرين إلى “الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر”.
وجدّد الكاظمي توجيهاته للقيادات الأمنية بـ”الالتزام التام بالتعليمات السابقة فيما يخص حماية أرواح المتظاهرين، والحفاظ أيضاً على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من قبل أي طرف كان”.
البعثة الأممية
دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) جميع الأطراف السياسية إلى العمل على تهدئة التوترات واللجوء إلى الحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات.
وأوضحت في بيان، اليوم الاثنين، أنه “لا يمكن أن يكون العراقيون رهينة وضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن تحمله”. وقالت إن “بقاء الدولة ذاته على المحك”.
كما دعت جميع المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة الخضراء في بغداد على الفور، وإخلاء جميع المباني الحكومية والسماح للحكومة بمواصلة مسؤولياتها في إدارة الدولة لخدمة الشعب العراقي.
وأكدت أن تطورات اليوم تصعيد خطير للغاية، مشيرة إلى أنه يجب أن تعمل مؤسسات الدولة دون عوائق لخدمة الشعب العراقي في جميع الظروف وفي جميع الأوقات.
كذلك حثت بعثة الأمم المتحدة الجميع على التحلي بالسلام والتعاون مع قوات الأمن والامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى سلسلة من الأحداث لا يمكن وقفها.
قرر الاعتزال
جاءت تلك التطورات بعدما أوضح الصدر في تغريدة على حسابه في تويتر، اليوم الاثنين، أنه قرر الاعتزال نهائياً، وغلق كافة المؤسسات الخاصة بتياره عدا المرقد والمتحف وهيئة التراث.
كما لمح إلى أن حياته قد تكون مهددة بسبب مشروعه الإصلاحي، مطالباً أنصاره بالدعاء له في حال مات أو قُتل”.
فيما أعلنت اللجنة التنفيذية لاعتصامات التيار الصدري انتهاء سيطرتها على تظاهرات الشارع، ما يفتح المشهد العراقي على كافة الاحتمالات.
كما منع مكتب الصدر أنصاره من رفع الأعلام والشعارات والهتافات السياسية أو الحديث باسم التيار في وسائل الإعلام ومنصات التواصل، مغلقا جميع الحسابات.
يشار إلى أن خطوة الاعتزال هذه تأتي في وقت حساس في البلاد، لاسيما أن الأزمة السياسية المستمرة منذ الانتخابات النيابية الماضية التي جرت في العاشر من أكتوبر (2021)، تفاقمت في يوليو الماضي (2022) مع احتدام الخلاف بين التيار الصدري والإطار الذي يضم نوري المالكي، وتحالف الفتح، وفصائل وأحزاباً موالية لإيران.