الضفة الغربية المحتلة على أعتاب الانفجار الشامل… قلق أممي وتحذير فلسطيني
إسرائيل تقتل 109 فلسطيني بينهم نشطاء ومدنيين وصحافيين منذ مطلع العام الجاري
حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان الأحد، من أن التصعيد الإسرائيلي سيدفع نحو “الانفجار الشامل ونقطة اللاعودة”، فيما عبّر المبعوث الأممي للشرق الأوسط عن “قلقه” إزاء “التدهور الأمني” في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
ذلك بعد ساعات على استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة، حيث تقوم القوات الإسرائيلية بمطاردة منفذ إطلاق نار أودى بحياة مجندة على حاجز عسكري في القدس الشرقية المحتلة في مؤشر جديد على تصاعد للعنف “يثير قلق” الأمم المتحدة.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن “المجندة في الجيش قتلت بعد إصابتها بجروح قاتلة في هجوم إطلاق النار الذي وقع عند حاجز شعفاط”، موضحا أن الجندية تدعى نوا لازار (18 عاما) وكانت تخدم في الشرطة العسكرية.
في وقت سابق من يوم السبت، استشهد فتيان فلسطينيان وجرح آخرون برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، فيما حذرت السلطة الفلسطينية من أن هذا التصعيد العسكري يدفع المنطقة إلى “نقطة اللاعودة”.
مزاعم الاحتلال
وبحسب مزاعم شرطة الاحتلال، فإن مسلح وهو فلسطيني (22 عاما) من سكان القدس الشرقية وصل إلى الحاجز مع شريك له قبل أن يترجل من المركبة ويفتح النار، ويركض عائدا إلى المخيم فيما هرب السائق. ونشرت الشرطة مقطعا مصورا للهجوم يظهر هذه التفاصيل.
وأظهر الفيديو استنفار الجنود الذين تمركزوا عند الحاجز وسقوط ثلاثة منهم على الأقل أرضا. وستشيع الجندية الإثنين إلى مقبرة كفار يونا العسكرية. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إطلاق النار بأنه “هجوم إرهابي خطير”.
وأعرب في بيان عن تضامنه مع المصابين وعائلاتهم، قائلا “الإرهاب لن يهزمنا، نحن أقوياء حتى في هذا المساء الصعب”.
وأكدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في بيان اعتقال ثلاثة فلسطينيين من القدس الشرقية في العشرينيات من عمرهم، للاشتباه في “ضلوعهم في الهجوم” كما تم إغلاق الحاجز العسكري أمام حركة العبور.
وقال متحدث باسم الشرطة إن الهجوم “أسفر عن إصابة إسرائيليين بجروح خطرة، وإصابة امرأة بجروح طفيفة”. وأضاف “تُواصل قوّات الشرطة وحرس الحدود، بما فيها مروحية للشرطة، في هذه الأثناء، أنشطة المسح والتفتيش لضبط منفذ العملية”.
ونُشر عشرات عناصر الشرطة في محيط المعبر وداخل مخيم اللاجئين حيث أطلِقت ألعاب ناريّة.
وفي بيان لها صباح الأحد، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع طواقم الإسعاف من الدخول لمنطقتي شعفاط وعناتا” القريبتين من موقع الهجوم.
وحملت الجمعية “قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي أذى يلحق بمحتاجي الخدمة الطبية الطارئة” في المنطقتين.
استشهاد 109 فلسطيني
ومنذ الربيع الماضي استشهد نحو 20 شخصا برصاص الاحتلال الإسرائيلي غالبيتهم من المدنيين داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية المحتلة في هجمات نفذها فلسطينيون بعضهم من سكان إسرائيل، وقتل ثلاثة من المهاجمين خلالها.
وكثفت قوات الاحتلال ردا على الهجمات عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية منذ مطلع العام الجاري في الضفة الغربية، 109 فلسطيني بينهم نشطاء ومدنيين والصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وتشير أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى مقتل 84 فلسطينيا منذ الأول من كانون ثاني/يناير 2022 وحتى 20 أيلول/سبتمبر الفائت.
قلق أممي
وقال المبعوث الأممي للشرق الأوسط تور وينيسلاند ليل السبت “أشعر بالقلق حيال تدهور الوضع الأمني” وتصاعد الاشتباكات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
من جانبه، حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان من “التمادي الإسرائيلي”. وقال “إن استمرار التصعيد… سيدفع الأمور نحو الانفجار الشامل ونقطة اللاعودة، الأمر الذي ستكون تبعاته مدمرة للجميع”.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني السبت بأنها عالجت خمسة أشخاص قرب المدينة القديمة في القدس الشرقية أصيب أحدهم بعيار مطاطي. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أوقفت سبعة أطفال وشخصا بالغا يشتبه في “مشاركتهم في أعمال عنف ورشق الحجارة ومهاجمة عناصر الشرطة” في المنطقة، ما أسفر عن إصابة عنصر واحد بجروح طفيفة.
وكانت حشود من المسلمين قد تجمعت في وقت سابق في باحات المسجد الأقصى للاحتفال بعيد مولد النبي محمد. ونظمت فرق الكشافة الفلسطينية مسيرات في المدينة القديمة وصولا إلى الباحات.
واحتلّت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عام 1967. حيث يعيش اليوم نحو 475 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.