سقوط آلاف القتلى في تركيا وسوريا إثر زلزال مدمر
ضرب زلزال بقوة 7.8 درجة تركيا وسوريا في وقت مبكر من صباح الإثنين، ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى وتدمير العديد من المباني في أنقرة ومئات الآخرين في سوريا المجاورة، بحسب ما أكده مسؤولون، وسط توقعات أمريكية بأن يتخطى حجم الخسائر مليار دولار.
وأظهرت الصور دمارا واسعا، فيما هرعت فرق الإنقاذ إلى أنقاض المباني، لأجل إخراج ناجين يرجح أنهم عالقون تحت الأنقاض.
وقع الزلزال في منطقة كهرمان مرعش، على مقربة من الحدود مع سوريا، جرى استشعاره في دول كلبنان والأردن ومصر وإسرائيل، في حين تضررت مناطق بشدة من الكارثة.
وعقب الزلزال الأول تم تسجيل هزة أرضية أخرى جديدة بشدة 7.5 درجة، بعد ظهر الإثنين، شمال شرقي تركيا.
وعلى غرار ما هو معتاد في مثل هذه الكوارث تعرضت المنطقة لسلسلة من الهزات الارتدادية الأخرى، في حين جرى تسجيل أكبر الخسائر في جنوب تركيا ووسط سوريا.
فيما سجلت أحدث حصيلة لخسائر الزلزال أعلنتها السلطات السورية مقتل 810 أشخاص وأصيب 2315 آخرون على الأقل بجروح، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.
ويتوقّع أن ترتفع هذه الحصيلة غير النهائية، إذ لا يزال عدد كبير جدا من الأشخاص تحت الأنقاض. كذلك يصعّب تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة وضع الأشخاص الذين شرّدوا بسبب الزلزال، وكذلك جهود المنقذين.
حالة من الحزن انتابت العالم عقب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وقدم العديد من القادة التعازي للشعبين ووعودا بإرسال مساعدات عاجلة.
منذ وقوع الزلزال تسابقت العديد من دول العالم لتقديم التعازي لتركيا وسوريا، وتكاثفت المساعي الدولية للوقوف إلى جانب الدولتين في عمليات الإنقاذ عقب كارثة الزلزال المدمر.
دولة الإمارات كانت في طليعة الدول التي سارعت بالتعزية وإرسال الدعم، حيث وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ، إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال في تركيا وسوريا، لتستفيد منها الأسر في المناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الزلزال.
الرئيس الأمريكي جو بايدن أعرب عن “حزنه الكبير” واعدا بتقديم المساعدة بعد الزلزال، وكتب بايدن في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر “طلبت من أجهزتي أن تواصل متابعة الوضع عن كثب بالتنسيق مع تركيا وتقديم كل المساعدة الضرورية أيّا كانت”.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيريه التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد عن تعازيه في ضحايا كارثة الزلزال، وأكد استعداد روسيا للمساعدة في مواجهة تداعياته.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي أعرب في برقية عن تعازيه إلى نظيره السوري، مؤكدا استعداد روسيا لتقديم المساعدة لمواجهة تداعيات الكارثة، التي تسببت في مقتل وإصابة المئات، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة.
وقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بخالص التعازي لشعبي سوريا وتركيا، ولأسر ضحايا الزلزال المُدمر الذي ضرب منطقة شرق المتوسط، مع تمنياته بسرعة شفاء المصابين.
وأكد الرئيس السيسي تضامن مصر الكامل مع الشعبين السوري والتركي، واستعداد مصر لتقديم المساعدة لمواجهة آثار ذلك الزلزال.
والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون أكد وقوف بلاده إلى جانب سوريا وشعبها، ومد يد المساعدة في كل مجهود من شأنه التخفيف من حدة وآثار المأساة.
الكويت وجهت بإنشاء جسر جوي لإرسال مساعدات وطواقم طبّية عاجلة باسم دولة الكويت إلى تركيا.
كذلك يرسل الجيش اللبناني 20 عنصرا من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ.
والمملكة المتحدة وعدت بإرسال فرق إنقاذ وفرق طبية ومساعدات عاجلة إلى تركيا، مشيرة إلى أنه سيصل 76 متخصصا في البحث والإنقاذ من المملكة المتحدة وأربعة كلاب بحث ومعدات إنقاذ إلى تركيا هذا المساء.
من جهته، بدأ الاتحاد الأوروبي الذي عرضت الكثير من دوله الأعضاء تقديم المساعدة لسكان المناطق المنكوبة، وإرسال فرق إغاثة.
وكتب المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش في تغريدة “إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (…) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا”. وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
وغرد المستشار الألماني أولاف شولتز كاتبا “نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة… سترسل ألمانيا المساعدة بالتأكيد”.
بدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين إن فرنسا “مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان” في تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف. وكتب ماكرون في تغريدة “تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة، نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا”.
من جانبها، أعلنت أذربيجان إرسال 370 عنصر إنقاذ على الفور، فيما قالت الهند إنها سترسل فرق إنقاذ وفرقا طبية، وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لرئيسي تركيا وسوريا، وأكد استعداد بلاده لتقديم مساعدة بعد الزلزال.