لبنان: حراك إيجابي في قضية احتجاز هنيبال القذافي
بعد زيارة قصيرة لوفد رسمي ليبي منذ أيام إلى لبنان، التقى خلالها وزير العدل اللبناني القاضي هنري خوري، يشهد ملف هنيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الموقوف في لبنان منذ ديسمبر 2015، تطورات يصفها المطلعون على القضية “بالإيجابية” والتي قد تقود إلى إطلاق سراحه.
وبحسب معلومات صحافية، يتحضر وفد رسمي ليبي للعودة إلى بيروت مرة ثانية هذا الأسبوع، بحث المجتمعون تطبيق مذكرة التفاهم التي وُقعت بين الدولتين في آذار العام 2014، قبل أن يضطر الوفد الليبي للعودة إلى طرابلس قبل الموعد المحدد، لأسباب طارئة.
اختفاء الإمام موسى الصدر
فقد أفادت مصادر مطلعة أن مناقشات الوفدين تركّزت بشكل أساسي على قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين اختفوا في ليبيا عام 1978، وهي القضية العالقة بين البلدين وكان بنتيجتها غياب التمثيل الدبلوماسي بين طرابلس الغرب وبيروت.
كما أشارت إلى أن “الوفد الليبي أبدى إيجابية بالتعاون في ملف اختفاء الصدر ورفيقيه، الذي يصر الجانب اللبناني على ضرورة كشف مصيره، ما من شأنه تسهيل قضية القذافي“. وأوضحت “إن الكتاب الذي أرسله المدّعي العام الليبي منذ أشهر والذي أبدى فيه التعاون بملف الصدر ورفيقيه، فتح مجدداً باب التواصل الرسمي بين البلدين”.
ومع أن المصادر المطّلعة حرصت على التأكيد “أن لا ترابط بين ملف الصدر والقذافي”، إلا أنها أشارت في المقابل إلى “أن عنوان اللقاءات بين الوفدين كان التعاون بملف الصدر ورفيقيه والبحث بقضية هانيبال أيضاً”.
كذلك شددت على أن “أي تقدّم في هذين الملفين لا يعني أن الملف الآخر يُحسم، والعكس صحيح”.
بدورها، أوضحت مصادر لجنة المتابعة الرسمية لقضية إخفاء الصدر ورفيقيه (فريق الادعاء اللبناني): “إن الأجواء إيجابية، معتبرة أن الطريق الوحيد لمعالجة قضية القذافي هي عبر القضاء اللبناني، وليس عبر التهويل الإعلامي أو العروضات المالية، وهذا ما قلناه لكل الوسطاء (دول وأفراد) الذين دخلوا على خط القضية”.
إلى ذلك، رأت “أنه كما من حق الدولة الليبية أن تسأل عن مصير أحد مواطنيها، من حق الطرف اللبناني أن يعرف مصير الإمام المغيّب ورفيقيه”.
تهمة “كتم معلومات”
أما في ما يتعلق بالوضع الصحي لنجل القذافي، فكشفت المعلومات أنه “علّق إضرابه عن الطعام منذ أكتوبر الماضي 2023”.
وأكدت المصادر “أن القذافي لا يزال في مرحلة التحقيق الاستنطاقي، وظروف توقيفه محترمة جداً، وهو يستقبل عائلته التي استقرت في لبنان أخيراً بشكل دوري، ولم يتعرّض لأي تعذيب جسدي أو نفسي”.
كما كشفت أن “هانيبال لا يُلاحق بجرم ارتكبه عندما كان طفلاً بعمر سنتين كما يروّج، بل لأنه أدلى بمعلومات “وفيرة ومهمة” عن الصدر ورفيقيه، لكنه كان حريصاً على عدم إكمالها، لذلك صدرت مذكرة توقيف بحقه بجرم كتم معلومات”.
ووجه القضاء اللبناني إلى نجل القذافي تهمة “كتم معلومات تتعلق بمصير الإمام الصدر ورفيقيه والاشتراك في جريمة إخفائهم، دون أن يُحدد حتى الآن جلسة محاكمة له”.
إلا أن هانيبال كرر أكثر من مرة أنه كان طفلاً لحظة اختفائهم في ليبيا، ولا يملك أي معلومات.
يذكر أن ابن القذافي كان دخل مطلع الصيف الماضي في إضراب عن الطعام احتجاجا على استمرار القضاء اللبناني في احتجازه، كذلك سوء معاملته. ودخل المستشفى مرات عدة بسبب تدهور حالته الصحية.
ويتمسك الشاب ببراءته من قضية اختفاء الصدر، وقال مرارا خلال التحقيقات إنه لا يملك أي معلومات لأن الحادثة حصلت عندما كان طفلا، وإن اختفاءه لا يعلمه إلا شقيقه الأكبر سيف الإسلام القذافي ورئيس الوزراء الليبي الأسبق عبدالسلام جلود، إلى جانب قريب والده أحمد قذاف الدم المقيم في القاهرة ووزير الخارجية الأسبق موسى كوسا.
ومنذ أيام، نددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” باستمرار احتجازه، طالبةً من السلطات اللبنانية إطلاق سراحه. لاسيما أن الرجل معتقل منذ تسعة أعوام في لبنان بجرم كتم معلومات بعدما أوقف في ديسمبر 2015 عندما كان بمثابة “لاجئ سياسي” في سوريا، قبل أن يُخطف من هناك ويُسلّم للأجهزة اللبنانية.