الصين وروسيا تتهمان الولايات المتحدة ب”صبّ الزيت على النار” في الشرق الأوسط
"تصرفات الأنغلوسكسون تشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين"
وجّهت الصين وروسيا إلى الولايات المتحدة تهمة صبّ الزيت على النار في الضربات التي شنّتها على أهداف في سوريا والعراق ردّاً على ضربة استهدفت قاعدة أميركية في الأردن في 28 كانون الثاني/يناير وأسفرت عن مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين.
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن فاسيلي نيبنزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أن تصرفات الأنغلوسكسونيين الأخيرة في الشرق الأوسط، تشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين.
وقال في الجلسة المنعقدة لمناقشة الضربات الأمريكية على العراق وسوريا، إن “تصرفات الأنغلوسكسونيين تشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين وتقوض النظام العالمي القائم على سيادة القانون الدولي العالمي والدور المركزي للأمم المتحدة”.
وأشار نيبينزيا، إلى أن الولايات المتحدة تسعى عمدا إلى جر أكبر دول الشرق الأوسط إلى الصراع.
وقال: “من خلال مهاجمة أهداف الجماعات المزعومة الموالية لإيران في العراق وسوريا، دون توقف تقريبا في الآونة الأخيرة، تحاول الولايات المتحدة عمدا جر أكبر الدول في الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي”.
ودعا المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن، المجتمع الدولي إلى إدانة الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها على العراق وسوريا.
وقال: “ندعو المجتمع الدولي إلى الإدانة غير المشروطة للتصرفات المتهورة التي تقوم بها واشنطن وحلفاؤها في الشرق الأوسط، والتي تنتهك سيادة العراق والجمهورية العربية السورية”.
وشدد نيبينزيا على أن الضربات الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على سوريا والعراق نُفذت في انتهاك للقانون الدولي.
الحالة في الشرق الأوسط معقدة
بدوره، قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة إن القصف الأميركي على مناطق في بلاده نهاية الأسبوع الماضي قد أودى بحياة 37 شخصا “بين مدني وعسكري”، وخلّف 34 مصابا بجراح بالغة.
وأضاف المندوب السوري خلال جلسة لمجلس الأمن لبحث الغارات الأميركية على ما تقول واشنطن إنها مواقع لمجموعات موالية لإيران في كل من العراق وسوريا أن القصف الأميركي دمر عدة أبنية سكنية تقطنها العديد من العائلات ومبنى مدرسيا. ودعا المندوب السوري أميركا بإنهاء “وجودها غير الشرعي في سوريا”.
انتهاك القانون الدولي
واتهم المندوب السوري الولايات المتحدة بارتكاب “عدوان خطير على أراضينا والأراضي العراقية”، مجددا اتهام بلاده للولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي.
وطالب المندوب العراقي بضرورة عدم تصدير المشاكل الداخلية للدول إلى الخارج بما يضر باستقرار المنطقة برمتها، مؤكدا أن بلاده تتعرض لاعتداءات متكررة ممن وصفها بأنها “دول صديقة وحليفة”.
وقال “نستنكر ونرفض جميع الاعتداءات التي استهدفت أراضينا”، مضيفا أن الاعتداءات على العراق خلفت قتلى وجرحى مدنيين تحت ذرائع واهية وغير منطقية.
العراق ليس لتصفية الحسابات
وشدد المندوب العراقي على أن بلاده لن تسمح لأي طرف بجر العراق لساحة الصراع في المنطقة. وأضاف “لا يمكن السماح بأن تكون الأراضي العراقية ساحة لتصفية الحسابات”.
أما المندوب الإيراني فأكد عدم وجود قوات لبلاده في العراق وسوريا، وقال إن مستشارين إيرانيين موجودون في سوريا “بشكل شرعي وبدعوة من الحكومة السورية”.
وأضاف أن ما وصفها بأنها جماعات المقاومة في المنطقة “مستقلة وأي محاولة لربط إيران أو جيشها بأعمال هذه الجماعات مضلل وغير مقبول”. وتابع “الضربات الأميركية البريطانية في اليمن انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.
وخلال الجلسة ذاتها، قال المندوب الفرنسي إن بلاده قلقة من التصعيد في الشرق الأوسط، داعيا سائر الأطراف لضبط النفس في العراق وسوريا. وأضاف “علينا بذل قصارى جهدنا لتجنب اشتعال المنطقة والسعي معا لتحقيق خفض دائم للتوتر”، مطالبا من وصفهم بأنه “يملكون القدرة على ضبط المجموعات المهددة لاستقرار المنطقة التحرك لوقف التصعيد”.
وقال إن إيران تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الصدد ونطالبها بوقف أعمالها المزعزعة للاستقرار فورا.
وفي وقت سابق الاثنين، زعمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه لا علم لها بسقوط قتلى إيرانيين في الضربات التي شنتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة على أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا.